في ظل تصاعد المخاوف في القارة الأفريقية يتزايد القلق بشأن انتشار مرض جدري القردة خاصة بعد تسجيل المزيد من الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وقد دفعت هذه التطورات منظمة الصحة العالمية إلى دق ناقوس الخطر محذرة من احتمالية انتشار المرض في بلدان أفريقية أخرى، وفي استجابة سريعة أعلنت المنظمة عن تشكيل لجنة طوارئ خاصة لمتابعة الوضع المتدهور في الكونغو الديمقراطية ودراسة السيناريوهات المحتملة لانتشار المرض خارج حدودها.
ما هو جدري القردة؟
جدري القردة هو مرض فيروسي نادر يندرج تحت فئة الأمراض الحيوانية المنشأ حيث ينتقل الفيروس من الحيوانات المصابة إلى الإنسان ويشبه هذا المرض في أعراضه الجدري الذي كان منتشرًا في الماضي ولكن أعراضه تكون أقل حدة.
وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية تتراوح فترة حضانة جدري القردة – وهي المدة بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض – ما بين 6 إلى 16 يومًا، وقد تتراوح في بعض الحالات بين 5 إلى 21 يوم وتبدأ الأعراض عادةً بحمى شديدة، وآلام عضلية، وظهور آفات جلدية مميزة تشبه الدمامل.
تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يمثلون نسبة كبيرة من الإصابات بهذا المرض، حيث يشكلون 68% من الحالات و85% من الوفيات وفقًا لما أفادت به مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا.
وللحد من انتشار المرض يوصى بأن يعزل المصاب نفسه إلى أن يختفي الطفح الجلدي وتتساقط القشور ويتشكل جلد جديد وتستغرق هذه العملية عادةً بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في الأسبوع الماضي عن استدعاء لجنة خبراء بشكل طارئ لدراسة إمكانية إعلان حالة طوارئ صحية عالمية نتيجة انتشار فيروس جدري القردة جاء هذا الإعلان في ظل تصاعد حالات الإصابة بالفيروس في عدة مناطق مما أثار قلق عالمي حول احتمال تحوله إلى تهديد صحي أكبر.
وخلال مؤتمر صحافي أوضح غيبرييسوس أن اللجنة ستجتمع في أقرب وقت ممكن وستتألف من خبراء مستقلين يمثلون مجموعة متنوعة من التخصصات الطبية من مختلف أنحاء العالم، والهدف من هذا الاجتماع الطارئ هو تقديم المشورة حول الإجراءات اللازمة للتصدي للفيروس ومنع انتشاره على نطاق أوسع.
على الرغم من خطورة الوضع أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لا ترى حاجة في الوقت الحالي لفرض قيود على السفر لكنها شددت على أهمية توعية السكان بالمخاطر المحتملة، كما دعت السلطات الصحية في الدول المتأثرة خاصة في القارة الأفريقية إلى تعزيز جهود الكشف المبكر عن أي حالات إصابة جديدة وتفعيل خطط الاستجابة السريعة لاحتواء المرض قبل انتشاره.